عدد الرسائل : 2517 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 28/04/2008
موضوع: لمن ملك الحزن قلبه السبت نوفمبر 01, 2008 2:45 am
كلمات لمن تملك الحزن قلبه .. وكتم الهمّ نفسه .. وضيّق صدره .. فتكدرت به الأحوال .. وأظلمت أمامه الآمال ..
فضاقت عليه الحياة على سعتها..
وضاقت به نفسه وأيامه وساعته وأنفاسه !
لا تحزن ..
فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار ..
والنازلة امتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان ..
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك ؟
إن يكن سببه مرض فهو لك خير .. وعاقبته الشفاء
قال الله جل وعلا : { وإذا مرضت فهو يشفين }
وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فعلتها فتأمل خطاب مولاك
الذي هو أرحم بك من نفسك : {قل يا عبــادي الذين أسرفــوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}
وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك أكان من قريب أو بعيد
فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل ..
قال تعالى في الحديث القدسي لدعوة المظلوم : { وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }
وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة ، فاصبر وأبشر ..
قال الله تعالى : {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }
وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد ، فلست أول من يعدم الولد .. ولست مسؤول عن خلقه
قال تعالى: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاءعقيما }
فهل أنت من شاء العقم ؟
أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك ! وهل لك أن تعترض على حكم الله ومشيئته ! أم هل لاحد أن يلومك على ذلك ..
إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقّـباً عليه ..
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزن .. مهما بلغ بك البلاء ! وتذكر أن ما يجري لك قضاء يسري .. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !
وإليك أخي/ أختي .. كلمات نيرة تدفع بها الهموم .. وتكشف عنك بإذن الله الأحزان ..
أولا : كن ابن يومك... إنسى الماضي مهما كان أمره ، انساه بأحزانه وأتراحه ، فتذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد عليك يومك ، ويزيدك هموماً على همومك ..
فلا تحطم فؤادك بأحزان ولّت .. ولا تتشاءم بأفكار ماوجدت!
تجاهل الماضي .. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان وامسح من صفات ذكرياتك الهموم والأحزان ثم تجاهل ما يخبئه الغد ..
وتفائل فيه بالأفراح .. ولا تعبر جسراً حتى تقف عليه .. فالماضي عدم .. والمستقبل غيب !
تأمل كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال : { اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وقهر الدين وغلبة الرجال } [ رواه البخاري ومسلم ]
في الصلاة .. في ذكر الله .. في قراءة القرآن .. في طلب العلم .. في التشاغل بالخير .. في معروف تجده يوم العرض على الله .. يوم تسعد .. أشغل فيه نفسك بالأعمال النافعة ..
واجتهد في لحظاته بالصلاح والإصلاح .. استثمر فيه لحظاتك (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)
ثانياً : تعبد الله بالرضى .. اجعل شعارك عند وقوع البلاء : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ..
اهتف بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية مزية .. والمحنة منحة .. والهلكة عطاء وبركة !
تأمل في أدب البلاء في هذه الآية : {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
ثالثا ً: افقه سر البلاء .. لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير .. ولاكبير ولاصغير
ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
{لقد خلقنا الإنسان في كبد }
لا تحزن .. واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !.. تثبت وتأمل وتمالك وهديء الأعصاب ..
وكأن منادياً يقول لك في خفاء , هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذر الفشل ..
تأمل قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [ رواه البخاري ]