ليس من الطبيعي ألا يمر مراهق أو مراهقة بتلك الرحلة على مركب الأحلام
وليس من الطبيعي أيضاً ألا ينجرف بهم القارب الصغير لأبعد من مدى النظر في الأفق
ولكن هذه الصور .. التي يرسمها الخيال .. وتأخذ في الذاكرة مكانها الراسخ
وتزداد جمالاً مع الأيام .. وتفيض كنهر عذبٍ اختلط بماء الواقع المالح والمر ليجعل منه فيضاً من سلسبيل .
ما هي إلا سنوات قليلة .. حتى تأتي ساعة الوصول إلى ذاك المرفأ البعيد الذي طال انتظاره
وغالباً ما يصطدم ذاك المركب بصخورٍ قاسية لا تعرف معنى رقة الأحلام وعذوبتها
ليتحطّم قاربها كبقايا زجاج منثور
..
فلم يرسو كما كان يشتهي ويتمنى .. ذاك القلب المرهف ..
فيسود ظلام حالك على صفحة الأحلام البيضاء
وتظهر في الأفق كلمة [ The End ] النهاية !
في مشهد سينمائي يتكرر غالباً
ما السبب ؟ ولماذا ؟
فهنا يصطدم ذاك الفتى الذي انتظر بلهفة فتاة أحلامه .. راسماً لها كل الصور الجميلة
كما في حكايات الطفولة .. أميرة تتمايل الورود على جانبي الطريق إذا مشت بينها
فاتنة تتغزل بها النجوم والقمر .. ليس كمثلها بين بني البشر ..
أنشودة عشق .. ومازال يرسم لها أجمل الصور ..
ليراها في الواقع .. سيدة ترتدي على رأسها عصابة بيضاء .. تغسل الصحون وتقطع البصل
يشم جميع روائح التوابل الخاصة بالكبسة والسمك !
ليصرخ .. أين فتاة أحلامي !
وعلى ميناء آخر .. طفلة نامت ليالي كثيرة تحلم بفارس أحلامها الذي لم تلد النساء مثله
ولم يوازيه رجولة في أرجاء المعمورة .. سوى أبطال الأساطير
تُدَق لحضوره بين القصور المزامير
آسراً كل القلوب .. ليس لسواها أسير
..
قلب رحيم عطوف .. وهمس جميل .. في صف حروف الغزل خبير
وهاهي ترسو على ميناء أحلامها .. لتظهر لها تلك الصخور هي الأخرى محطمة جميع ما سبق من أحلام
تبخرت الكلمات التي حلمت بها طول تلك الليالي ..
لتتكثف على هيئة قطرات مما جاد به فمه على وجهها
نتيجة الصراخ بكل كلمات التحقير والشتم ..
كثير الطلبات .. قليل القيام بالواجبات
وغدا القلب الحنون جرةً يملؤها الكره للحظة لقائها .
.
وفارسها غدا كغيره لا يملأ عينه التراب ..
اليوم .. تتكسر تلك الأحلام .. على شاطيء الزواج !
لمن لا ينظرون للموضوع من زاويته المطروحة :
[ هناك زواجات ناجحة كثيرة .. وهناك أحلام تتحقق .. ولكننا خصصنا
سطوراً لمشكلة .. فليكن حولها النقاش ]
منقووووووووووووووووول