روحي فَقَـد راحَ الَّـذي بَينَنـا كَالبارِحِ السالِفِ مـا إِن يَعـودْ
روحي وَلا تَأسَيْ عَلى حالَتـي وَاِنسَي مَواثيقي وَخوني العُهـودْ
لا تَحمِلي مِن ذِكرِ عَهدِ الهَـوى إِنَّ الهَوى صَعبٌ وَحِمـلٌ يَـؤودْ
دَمعـي الَّـذي أَذلَلـتِ كَفكَفتُـهُ أَوّاهُ كَم أَذلَلتِ لي مِـن دُمـوعْ
وَجُـرحُ هـذا القَلـبِ لَملَمتُـهُ وَأُطفيءُ المُحرَقَ بَينَ الضُلـوعْ
وَعَقـلـيَ الهـائِـمِ أَرجَعـتُـهُ وَلَم أَكُن آمَـلُ مِنـهُ الرُجـوعْ
روحي فَما الإِشراكُ مِن مَذهَبي وَلَستُ أَرضى في حَبيبي الشَريكْ
أَنـا أَتـانـيَ وَلَــم أَرضَ أَن أَرى عَلى قَلبِكِ غَيـري مَليـكْ
أَبـوكِ لَـو أَولَيـتِـهِ نَـظـرَةً كَرِهـتُ دُنيـايَ وَدُنيـا أَبيـكْ
نَزَعتُ مِن قَلبي نَبـاتَ الهَـوى وَتَحـت أَقدامـي لَقَـد دُسـتُـهُ
وَخِفتُ مِن قَلبي ضَلالَ الهَـوى وَرَجعَـةَ الماضـي فَحَطَّمـتُـهُ
إِن عادَ قَلبي لِلَّذي قَـد مَضـى أَتـيـتُ بِالـنـارِ وَأَشعَلـتُـهُ
إِذا تَلاقَينـا فَــلا تَنـظُـري أَرى وَميضَ الغَدرِ في ناظِرَيـكْ
وَلا تُشيـري لـي وَلا تومِئـي وَدِدتُ لَـو تُقطَـعُ كِلتـا يَدَيـكْ
روحي فَقَـد راحَ الَّـذي بَينَنـا وَلَهفَـةَ الحُـب وَقَلبـي عَلَيـكْ
روحي شَبابـي أَنـتِ أَيأَستِـهِ مِن أَمَـلٍ زاكٍ رَجـاهُ الشَبـابْ
لا تَذكُري الماضـيَ مـاذا بِـهِ هَل ذُقتُ في حَبِّـكِ إِلّا العَـذابْ
كِتـابُ ماضيـكِ مأسـىً كُلُّـهُ لا تَقرَئي مِنهُ بِل اِطوي الكِتـابْ
عبد الرحيم محمود